آثار

موضوعات مختلف دینی به ویژه اعتبارسنجی احادیث و گزارش‌های تاریخی

آثار

موضوعات مختلف دینی به ویژه اعتبارسنجی احادیث و گزارش‌های تاریخی

آثار


بایگانی
آخرین نظرات

سلسلة منشورات قناة «التحریف» على تلغرام على الرابط:   https://t.me/AlTahrif

بقلم: علی عادل زاده

 

1. سوء أدب أحد الصحابة مع النبی صلى الله علیه وآله

«٢٠٠٤٢ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِیلُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَکِیمٍ، عَنْ أَبِیهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَخَاهُ، أَوْ عَمَّهُ قَامَ إِلَى النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: جِیرَانِی بِمَ أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. قَالَ: جِیرَانِی بِمَ أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: ‌جِیرَانِی ‌بِمَا ‌أُخِذُوا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. فَقَالَ: لَئِنْ قُلْتُ ذَلِکَ لَقَدْ زَعَمَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا یَنْهَى عَنِ الْغَیِّ وَیَسْتَخْلِی بِهِ. فَقَالَ النَّبِیُّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ؟ " فَقَامَ أَخُوهُ أَوْ ابْنُ أَخِیهِ فَقَالَ: یَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ. إِنَّهُ. فَقَالَ: " أَمَا لَقَدْ قُلْتُمُوهَا، أَوْ قَالَ قَائِلُکُمْ: وَلَئِنْ کُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِکَ إِنَّهُ لَعَلَیَّ، وَمَا هُوَ عَلَیْکُمْ خَلُّوا لَهُ عَنْ جِیرَانِهِ» (مسند أحمد ط الرسالة، ٣٣/ ٢٤١)

وقد ورد هذا الحدیث فی سنن أبی داود مع حذف المقطع الذی یکشف عن سوء أدب الصحابی وجرأته على النبی صلى الله علیه وآله وسلم:

«٣٦٣١ - حدَّثنا محمدُ بنُ قُدامة، ومُؤمَّلُ بنُ هشام -قال ابنُ قُدامة:- حدَّثنی إسماعیلُ، عن بَهزِ بن حَکیم، عن أبیه عن جده، -قال ابنُ قدامة: إن أخاه أو عَمَّه، وقال مُؤمَّل: إنه - قام إلى النبیِّ - صلَّى الله علیه وسلم - وهو یَخطُبُ، فقال: ‌جیرانی ‌بما ‌أُخِذُوا، فأعْرَضَ عنه -مرَّتین- ثم ذکر شیئاً، فقال النبیَّ -صلَّى الله علیه وسلم-: "خَلُّوا له عن جیرانه" - لم یذکر مُؤمَّلٌ: وهو یخطُبُ» (سنن أبی داود ت الأرنؤوط، ٥/ ٤٧٤)

 

2. حدیث المتعة

حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَکَمِ ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُکُمْ [النساء: ٢٤] إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ: فَمَا ‌اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ [النساء: ٢٤] أَمَنْسُوخَةٌ هِیَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ الْحَکَمُ: قَالَ عَلِیٌّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْلَا أَنَّ عُمَرَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ مَا زَنَى ‌إِلَّا ‌شَقِیٌّ (تفسیر الطبری ط هجر، ٦/ ٥٨٨).

عند الرجوع إلى کتاب نواسخ القرآن لأبی الفرج ابن الجوزی، نرى محاولة واضحة لإخفاء الکلمات الأخیرة من الحدیث:

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَبْنَا ابْنُ أَیُّوبَ، قَالَ: أَبْنَا أَبُو عَلِیِّ بْنُ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَکْرٍ النَّجَّادُ، قَالَ: أَبْنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِیُّ، قَالَ: بنا محمد ابن المثنى، قال: بنا محمد بن جعفر، قال: بنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَکَمِ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الآیَةِ: "فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنّ" أَمَنْسُوخَةٌ هِیَ؟ قَالَ: لا. قَالَ الْحَکَمُ: وَقَالَ عَلِیٌّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: "‌لَوْلا ‌أَنَّ ‌عُمَرَ ‌نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ" فَذَکَرَ شَیْئًا. (نواسخ القرآن ت الملیباری، ٢/ ٣٦٢)

 

3. حدیث ذم بنی تیم

وحَدثنی حسن بن حُسَیْن قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن أبی السّری قَالَ حَدثنَا هِشَام بن الْکَلْبِیّ  وَعَن سُفْیَان بن عُیَیْنَة عَن مُحَمَّد بن قیس الْأَسدی قَالَ عَن ابْن الْکَلْبِیّ عَن عَلیّ بن ربیعَة عَن مُحَمَّد بن قیس قَالَ سُئِلَ عَلیّ بن أبی طَالب رَضِی الله عَنهُ وکرم الله وَجهه عَن بنی هَاشم فَقَالَ أطیب النَّاس أنفسا عِنْد الْمَوْت وَذکر کرائم الْأَخْلَاق وَسُئِلَ عَن بنی أُمیَّة فَقَالَ أشدنا حجرا وأدرکنا للأمور إِذا طلبُوا وَسُئِلَ عَن بنی الْمُغیرَة من بنی مَخْزُوم فَقَالَ أُولَئِکَ رَیْحَانَة قُرَیْش الَّتِی تشمونها وَسُئِلَ عَن بطن آخر کنى عَنْهُم سُفْیَان بن عُیَیْنَة قَالَ عُثْمَان وهم بَنو تیم فَذکر شَیْئا. (أخبار مکة للفاکهی ت دهیش، ٥/ ١٤٦-١٤٨)

إلى جانب أن سفیان بن عیینة لم یُصرّح باسم القبیلة وهی قبیلة أبی بکر فإن ما ورد من ذمّها جاء مبهماً، غیر أن الوزیر الآبی حفظه لنا بلفظه:

وَسُئِلَ عَن بنی هَاشم فَقَالَ: أطیب النَّاس أنفسا عِنْد الْمَوْت وَذکر مَکَارِم الْأَخْلَاق. وَعَن بنی أُمیَّة فَقَالَ: ‌أشدنا حجزاً، وأدرکنا للأمور إِذا طلبُوا، وَعَن بنی الْمُغیرَة فَقَالَ: أُولَئِکَ ‌رَیْحَانَة ‌قُرَیْش الَّتِی تشمها. وَسُئِلَ عَن بطن آخر کنى عَنْهُم فَقَالَ:  وَمن بقى من قُرَیْش؟ (نثر الدر فی المحاضرات ت محفوظ، ١/ ١٨٤)

 

4. حدیث الدجّال

حدثنا أَبُو بَکْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَکِیعٌ، عَنْ سُفْیَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجِیٍّ، عَنْ عَلِیٍّ، قَالَ: کُنَّا عِنْدَ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا وَهُوَ نَائِمٌ ، فَذَکَرْنَا ‌الدَّجَّالَ فَاسْتَیْقَظَ ‌مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ: غَیْرُ ‌الدَّجَّالِ ‌أَخْوَفُ عَلَیْکُمْ عِنْدِی مِنَ ‌الدَّجَّالِ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ (مصنف ابن أبی شیبة ٧/ ٤٩٣)

وقد حذف قوله: «أئمة مضلون» فی روایة أحمد بن حنبل لسبب لا یخفى:

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِیُّ، عَنْ سُفْیَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَیٍّ، عَنْ عَلِیٍّ، عَنِ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ذَکَرْنَا ‌الدَّجَّالَ عِنْدَ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ، فَاسْتَیْقَظَ مُحْمَرًّا لَوْنُهُ، فَقَالَ: غَیْرُ ذَلِکَ ‌أَخْوَفُ لِی عَلَیْکُمْ ذَکَرَ کَلِمَةً (مسند أحمد ط الرسالة، ٢/ ١٥٧)

ویرجَّح أن هذا الحذف وقع من أحد رواة السند، إما شیخ أحمد أو شیخ شیخه، إذ إن أحمد نفسه روى ما یقارب هذا اللفظ فی روایته عن أبی ذر (مسند أحمد ط الرسالة، ٣٥/ ٢٢٢-٢٢٣)

 

5. حدیث أبی الغادیة

قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْکُوفِیُّ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ وَحَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَحَدَّثَنَا رَبِیعَةُ بْنُ کُلْثُومٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ کُنْتُ بِوَاسِطَ الْقصبِ عِنْدَ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَقَالَ الآذِنُ هَذَا أَبُو الْعَالِیَةِ عَادِیَةُ الْجُهَنِیُّ فَقَالَ عَبْد الأَعْلَى أَدْخِلُوهُ فَدَخَلَ وَعَلَیْهِ مُقَطَّعَاتٌ فَإِذَا رَجُلٌ ضُرِبَ کَأَنَّهُ لَیْسَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فَلَمَّا قَعَدَ قَالَ بَایَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ بِیَمِینِکَ قَالَ نَعَمْ خَطَبَنَا یَوْمَ الْجُمُعَة فَقَالَ یَا أَیهَا النَّاس أَلا إِن دمائکم وَأَمْوَالَکُمْ عَلَیْکُمْ حَرَامٌ کَحُرْمَةِ یَوْمِکُمْ هَذَا فِی شَهْرِکُمْ هَذَا فِی بَلَدِکُمْ هَذَا هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثُمَّ قَالَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِی کُفَّارًا یَضْرِبُ بَعْضُکُمْ رِقَابَ بَعْضٍ قَالَ وَکُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ جَبَانًا قَالَ فَوَاللَّهِ إِنِّی لَفِی مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَإِذَا هُوَ یَقُولُ إِنَّ نَعْثَلا هَذَا لَوْ وجدت عَلَیْهِ أعوانا لوطئته حَتَّى أَقْتُلَهُ فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ صِفِّینَ أَقْبَلَ یَمْشِی أَوَّلَ الْکَتِیبَةِ رَاجِلا حَتَّى کَانَ بَیْنَ صفّین طعنه رَجُلٌ فِی رُکْبَتِهِ بِالرُّمْحِ فَانْکَفَأَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ فأضر بِهِ فَإِذا رَأس عمار یَقُول لمولی لَهُ أول لِی کَفَنًا قَالَ الرَّاوِی فَلَمْ أَرَ أَشَدَّ ضَلالا مِنْهُ إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعَ ثُمَّ قَتَلَ عَمَّارًا (المحن، ص١١٥-١١٦)

ینصّ الحدیث بوضوح على وجود توتر بین عمار بن یاسر وعثمان بن عفّان، غیر أن مراجعة معجم الطبرانی تُظهر أن المقطع الذی یُفهم منه هذا المعنى قد حُذف بالکامل:

حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْکَشِّیُّ، قَالَا: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، ثنا رَبِیعَةُ بْنُ کُلْثُومٍ، ثنا أَبِی، قَالَ: کُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ فَقَالَ الْآذِنُ: هَذَا أَبُو غَادِیَةَ الْجُهَنِیُّ فَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ، فَدَخَلَ وَعَلَیْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ ‌رَجُلٌ ‌طُوَالٌ ‌ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ کَأَنَّهُ لَیْسَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَلَمَّا أَنْ قَعَدَ قَالَ: بَایَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: بِیَمِینِکَ، قَالَ: نَعَمْ، خَطَبَنَا یَوْمَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ دِمَاءَکُمْ وَأَمْوَالَکُمْ عَلَیْکُمْ حَرَامٌ کَحُرْمَةِ یَوْمِکُمْ هَذَا فِی شَهْرِکُمْ هَذَا فِی بَلَدِکُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «اللهُمَّ اشْهَدْ» قَالَ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِی کُفَّارًا یَضْرِبُ بَعْضُکُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» قَالَ: وَکُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ مِنْ خِیَارِنَا قَالَ: فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ صِفِّینَ أَقْبَلَ یَمْشِی أَوَّلَ الْکَتِیبَةِ رَاجِلًا حَتَّى إِذَا کَانَ مِنَ الصَّفَّیْنِ طَعَنَ رَجُلًا فِی رُکْبَتِهِ بِالرُّمْحِ، فَعَثَرَ فَانْکَفَأَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ فَضَرَبْتُهُ، فَإِذَا هُوَ رَأْسُ عَمَّارٍ قَالَ: یَقُولُ مَوْلَى لَنَا: «أَیُّ یَدٍ کَفَتَاهُ؟» قَالَ: " فَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَبْیَنَ ضَلَالَةً عِنْدِی مِنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعَ، ثُمَّ قَتَلَ عَمَّارًا (المعجم الکبیر للطبرانی، ٢٢/ ٣٦٣)

 

6. التحریف الثانی لحدیث أبی الغادیة

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا السَّرِیُّ بْنُ خُزَیْمَةَ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، ثَنَا رَبِیعَةُ بْنُ کُلْثُومٍ، حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: کُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ فِی مَنْزِلِ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ الْآذِنُ: هَذَا أَبُو غَادِیَةَ الْجُهَنِیُّ یَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ وَعَلَیْهِ مُقَطَّعَاتٌ، فَإِذَا رَجُلٌ طُوَالٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ کَأَنَّهُ لَیْسَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَلَمَّا قَعَدَ، قَالَ: «کُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ مِنْ خِیَارِنَا» قَالَ: «‌فَوَاللَّهِ ‌إِنِّی ‌لَفِی ‌مَسْجِدِ قُبَاءَ إِذَا هُوَ یَقُولُ - وَذَکَرَ کَلِمَةً - لَوْ وَجَدْتُ عَلَیْهِ أَعْوَانًا لَوَطِئْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ» قَالَ: «فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ صِفِّینَ أَقْبَلَ یَمْشِی أَوَّلَ الْکَتِیبَةِ رَاجِلًا حَتَّى کَانَ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ طَعَنَ رَجُلًا بِالرُّمْحِ، فَصَرَعَهُ، فَانْکَفَأَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ، فَضَرَبَهُ فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ» ، قَالَ: یَقُولُ مَوْلًى لَنَا: لَمْ أَرَ رَجُلًا أَبْیَنَ ضَلَالَةً مِنْهُ (المستدرک على الصحیحین للحاکم ت مصطفى عبد القادر عطا، ٣/ ٤٣٦)
إن قوله: «وذکر کلمة» على وجه الإبهام یشیر إلى محاولة فاشلة لحجب حقیقة یفصح عنها النص التالی:

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِیلَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا رَبِیعَةُ بْنُ کُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: کُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَقُلْتُ: الإِذْنُ. هَذَا أَبُو غَادِیَةَ الْجُهَنِیُّ. فقال عَبْدُ الأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ. فَدَخَلَ عَلَیْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ فَإِذَا ‌رَجُلٌ ‌طُوَالٌ ‌ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ کَأَنَّهُ لَیْسَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ. فَلَمَّا أَنْ قَعَدَ قَالَ: بَایَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - قُلْتُ: بِیَمِینِکَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَخَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - یَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ دِمَاءَکُمْ وَأَمْوَالَکُمْ حَرَامٌ عَلَیْکُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّکُمْ کَحُرْمَةِ یَوْمِکُمْ هَذَا فِی شَهْرِکُمْ هَذَا فِی بَلَدِکُمْ هَذَا. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: أَلا لا تَرْجِعُوا بَعْدِی کُفَّارًا یَضْرِبُ بَعْضُکُمْ رِقَابَ بَعْضٍ. قَالَ ثُمَّ أَتْبَعَ ذَا فَقَالَ: إِنَّا کُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ فِینَا حَنَانًا. فَبَیْنَا أَنَا فِی مَسْجِدِ قُبَاءٍ إِذْ هُوَ یَقُولُ: أَلا إِنَّ نَعْثَلا هَذَا لِعُثْمَانُ. فَأَلْتَفِتُ فَلَوْ أَجِدُ عَلَیْهِ أَعْوَانًا لَوَطِئْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ. قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنَّکَ إِنْ تَشَأْ تُمْکِنِّی مِنْ عَمَّارٍ. فَلَمَّا کَانَ یَوْمَ صِفِّینَ أَقْبَلَ یَسْتَنُّ أَوَّلَ الْکَتِیبَةِ رَجُلا حَتَّى إِذَا کَانَ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ فَأَبْصَرَ رَجُلٌ عَوْرَةً فَطَعَنَهُ فِی رُکْبَتِهِ بِالرُّمْحِ فَعَثَرَ فَانْکَشَفَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ. فَضَرَبْتُهُ فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ. قَالَ: فَلَمْ أَرَ رَجُلا أَبْیَنَ ضَلالَةً عِنْدِی مِنْهُ. إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِیِّ. ع. مَا سَمِعَ ثُمَّ قَتَلَ عَمَّارًا. قَالَ وَاسْتَسْقَى أَبُو غَادِیَةَ فَأُتِیَ بِمَاءٍ فِی زُجَاجٍ فَأَبَى أَنْ یَشْرَبَ فِیهَا. فَأُتِیَ بِمَاءٍ فِی قَدَحٍ فَشَرِبَ. فَقَالَ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِ الأَمِیرِ قَائِمٌ بِالنَّبَطِیَّةِ: أَوَى یَدٍ کَفَتَا یَتَوَرَّعُ عَنِ الشَّرَابِ فِی زُجَاجٍ وَلَمْ یَتَوَرَّعْ عَنْ قَتْلِ عَمَّارٍ (الطبقات الکبرى ط العلمیة، ٣/ ١٩٦-١٩٧)

 

7. التحریف الثالث لحدیث أبی الغادیة

حَدَّثَنِی عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا عَفَّانُ، ثنا رَبِیعَةُ بْنُ ‌کُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: کُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ. فَقَالَ الآذنُ: هَذَا أَبُو الْغَادِیَةِ الْجُهَنِیُّ بِالْبَابِ. فَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ. فَدَخَلَ وَعَلَیْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ طُوَالٌ، ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ کَأَنَّهُ لَیْسَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ. فَلَمَّا دَخَلَ، قَعَدَ. قَالَ: بَایَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: بِیَمِینِکَ؟ قَالَ: لِمَ؟ وَذَکَرَ کَلامًا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّا ‌کُنَّا ‌نَعُدُّ ‌عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ فینا حنانا. فبینا أنا فی مسجد قباء، إِذَا هُوَ یَقُولُ: «إِنْ نَعْثَلا هَذَا» یَعْنِی عُثْمَانَ. فَقُلْتُ: لَوْ أَجِدُ عَلَیْهِ أَعْوَانًا، لَوَطِئْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ. وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ، إِنْ تَشَأْ تُمَکِّنِّی مِنْ عَمَّارٍ. فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ صِفِّینَ، أَقْبَلَ فِی أَوَّلِ الْکَتِیبَةِ. حَتَّى إِذَا کَانَ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ، أَبْصَرَ رَجُلٌ عَوْرَةً مِنْهُ، فَطَعَنَهُ فِی رُکْبَتِهِ بِالرُّمْحِ، فَعَثَرَ فَانْکَشَفَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ. فَضَرَبْتُهُ، فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ. قَالَ: فَلَمْ أَرَ رَجُلا أَبْیَنَ ضَلالَةٍ عِنْدِی مِنْهُ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِیِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَبَایَعَهُ، ثُمَّ قتل عمار (أنساب الأشراف للبلاذری، ۱/ ۱۷۲)

وفی روایة ابن أبی عاصم حذف المقطع الذی یظهر الخلاف بین عمار وعثمان:

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ حَجَّاجٍ، ثنا مَرْثَدُ بْنُ عَامِرٍ الْهُنَائِیُّ، ثنا کُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: کُنَّا بِوَاسِطِ الْقَصَبِ فِی مَنْزِلِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِیدٍ الْقُرَشِیِّ، وَفِینَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، فِی أُنَاسٍ إِذْ جَاءَ إِذْنُ الْقَوْمِ فَقَالَ: إِنَّ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالْبَابِ. قَالَ: فَکَرِهَ بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ: أَدْخِلُوهُ. فَدَخَلَ، فَإِذَا شَیْخٌ طُوَالٌ یَجُرُّ مُقَطَّعَاتٍ لَهُ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَکْتُ النَّبِیَّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّی لَأَنْفَعُ أَهْلِی وَأَرُدُّ عَلَیْهِمُ الْغَنَمَ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: یَا أَبَا غَادِیَةَ، کَیْفَ کَانَ أَمْرُ عَمَّارٍ؟ قَالَ: ‌کُنَّا ‌نَعُدُّ ‌عَمَّارًا فِینَا حَنَانًا حَتَّى إِذَا کَانَ یَوْمُ صِفِّینَ اسْتَقْبَلَنِی یَقُودُ الْکَتِیبَةَ رجلا فَاخْتَلَفُ أَنَا وَهُوَ ضَرْبَتَیْنِ فَبَدَرْتُهُ ضَرْبَةً، فَکَبَّ لِوَجْهِهِ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ بِالسَّیْفِ فَقَتَلَتْهُ ". قَالَ أَبُو بَکْرٍ: وَاسْمُ أَبِی غَادِیَةَ یَاسِرُ بْنُ سَبْعٍ، مَدَنِیٌّ (الآحاد والمثانی لابن أبی عاصم، ۱/ ۲۰۹)

 

8. لعن النبی صلى الله علیه وآله لبعض الصحابة

حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَیْلٍ، ثنا الْوَلِیدُ بْنُ جُمَیْعٍ، عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ، عَنْ حُذَیْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فِی غَزْوَةِ تَبُوکَ: «لا ‌یَسْبِقُنِی ‌إِلَى ‌الْمَاءِ ‌أَحَدٌ» . قَالَ الْبَزَّارُ: فِیهِ کَلامٌ تَرَکْتُهُ، وَلا نَعْلَمُهُ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ، عَنْ حُذَیْفَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ (کشف الأستار عن زوائد البزار، ٢/ ٣٥٧)

حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ فُضَیْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِیدُ بْنُ جُمَیْعٍ، عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ، عَنْ حُذَیْفَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ فِی غَزْوَةِ تَبُوکَ: «لَا ‌یَسْبِقْنِی ‌إِلَى ‌الْمَاءِ ‌أَحَدٌ» ، قَالَ أَحْمَدُ بَقِیَ فِیهِ کَلَامٌ تَرَکْتُهُ وَهَذَا الْحَدِیثُ لَا نَعْلَمُهُ یُرْوَى مِنْ حَدِیثِ أَبِی الطُّفَیْلِ، عَنْ حُذَیْفَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ (مسند البزار - البحر الزخار، ٧/ ٢٢٩)

وجاء تمام الحدیث الذی حذفه البزار فی مسند أحمد وهو یضم لعن النبی صلى الله علیه وآله وسلم لبعض الصحابة:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَیْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِیدُ یَعْنِی ابْنَ جُمَیْعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَیْلِ، عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یَوْمَ غَزْوَةِ تَبُوکَ، قَالَ: فَبَلَغَهُ أَنَّ فِی الْمَاءِ قِلَّةً الَّذِی یَرِدُهُ، فَأَمَرَ مُنَادِیًا فَنَادَى فِی النَّاسِ: " أَنْ لَا ‌یَسْبِقَنِی ‌إِلَى ‌الْمَاءِ ‌أَحَدٌ، فَأَتَى الْمَاءَ وَقَدْ سَبَقَهُ قَوْمٌ فَلَعَنَهُمْ (مسند أحمد ط الرسالة، ٣٨/ ٤٠٤)

 

9. تکذیب أسماء بنت عمیس لعمر بن الخطاب

حدّثنا عبد الله بن برّادٍ الأشعریّ، ومحمّد بن العلاء الهمدانیّ، قالا: حدّثنا أبو أسامة، حدّثنی بریدٌ، عن أبی بردة، عن أبی موسى، قال: بلغنا مخرج رسول الله صلّى الله علیه وسلّم، ونحن بالیمن، فخرجنا مهاجرین إلیه، أنا وأخوان لی، أنا أصغرهما، أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهمٍ - إمّا قال بضعًا وإمّا قال: ثلاثةً وخمسین أو اثنین وخمسین رجلًا من قومی - قال فرکبنا سفینةً، فألقتنا سفینتنا إلى النّجاشیّ بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبی طالبٍ وأصحابه عنده، فقال جعفرٌ: إنّ رسول الله صلّى الله علیه وسلّم بعثنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة فأقیموا معنا، فأقمنا معه حتّى قدمنا جمیعًا، قال: فوافقنا رسول الله صلّى الله علیه وسلّم حین افتتح خیبر، فأسهم لنا، أو قال أعطانا منها، وما قسم لأحدٍ غاب عن فتح خیبر منها شیئًا، إلّا لمن شهد معه، إلّا لأصحاب سفینتنا مع جعفرٍ وأصحابه، قسم لهم معهم، قال فکان ناسٌ من النّاس یقولون لنا - یعنی لأهل السّفینة -: نحن سبقناکم بالهجرة قال فدخلت أسماء بنت عمیسٍ، وهی ممّن قدم معنا، على حفصة زوج النّبیّ صلّى الله علیه وسلّم زائرةً، وقد کانت هاجرت إلى النّجاشیّ فیمن هاجر إلیه، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها، فقال عمر حین رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عمیسٍ، قال عمر: الحبشیّة هذه؟ البحریّة هذه؟ فقالت أسماء: نعم، فقال عمر: سبقناکم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله صلّى الله علیه وسلّم منکم، فغضبت، وقالت کلمةً: کذبت یا عمر کلّا، والله کنتم مع رسول الله صلّى الله علیه وسلّم یطعم جائعکم، ویعظ جاهلکم، وکنّا فی دار، أو فی أرض البعداء البغضاء فی الحبشة، وذلک فی الله وفی رسوله، وایم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتّى أذکر ما قلت لرسول الله صلّى الله علیه وسلّم، ونحن کنّا نؤذى ونخاف، وسأذکر ذلک لرسول الله صلّى الله علیه وسلّم وأسأله، ووالله لا أکذب ولا أزیغ ولا أزید على ذلک، قال: فلمّا جاء النّبیّ صلّى الله علیه وسلّم قالت: یا نبیّ الله إنّ عمر قال: کذا وکذا، فقال رسول الله صلّى الله علیه وسلّم: «لیس بأحقّ بی منکم، وله ولأصحابه هجرةٌ واحدةٌ، ولکم أنتم، أهل السّفینة، هجرتان» قالت: فلقد رأیت أبا موسى وأصحاب السّفینة یأتونی أرسالًا، یسألونی عن هذا الحدیث، ما من الدّنیا شیءٌ هم به أفرح ولا أعظم فی أنفسهم ممّا قال لهم رسول الله صلّى الله علیه وسلّم. قال أبو بردة: فقالت أسماء: فلقد رأیت أبا موسى، وإنّه لیستعید هذا الحدیث منّی (صحیح مسلم، ٤/ ١٩٤٦)

وقد حذفوا قولها: "کذبت یا عمر" من الحدیث:

حدّثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا أحمد بن علیٍّ، وأحمد بن زهیرٍ، قالا: ثنا أبو کریبٍ، ثنا أبو أسامة، عن بریدٍ، عن أبی بردة، عن أبی موسى الأشعریّ، قال: " قدمنا على رسول الله صلّى الله علیه وسلّم فوافقناه حین فتح خیبر فأسهم لنا أو قال: فأعطانا منها وما قسم لأحدٍ غاب عن فتح خیبر شیئًا إلّا لمن شهد معنا أصحاب سفینتنا مع جعفرٍ وأصحابه قسم لها معهم فکان ناسٌ من النّاس یقولون لنا یعنی أهل السّفینة: ‌سبقناکم ‌بالهجرة قال: ودخلت أسماء بنت عمیسٍ فقال لها عمر: هذه الحبشیّة البحریّة قالت أسماء: نعم فقال عمر: ‌سبقناکم ‌بالهجرة نحن أحقّ برسول الله صلّى الله علیه وسلّم فغضبت وقالت کلمةً: کلّا والله کنتم مع رسول الله صلّى الله علیه وسلّم یطعم جائعکم ویعظ جاهلکم وکنّا فی دارٍ أو أرض البعداء والبغضاء فی الحبشة وذلک فی الله ورسوله وایم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتّى أذکر ما قلت لرسول الله صلّى الله علیه وسلّم فنحن کنّا نؤذى ونخاف وسأذکر ذلک لرسول الله صلّى الله علیه وسلّم وأسأله والله لا أکذب ولا أزیغ ولا أزید على ذلک فلمّا جاء النّبیّ صلّى الله علیه وسلّم قالت: یا نبیّ الله إنّ عمر قال کذا وکذا قال رسول الله صلّى الله علیه وسلّم: «فما قلت له؟» قالت: قلت کذا وکذا قال: «لیس بأحقّ بی منکم له ولأصحابه هجرةٌ واحدةٌ ولکم أنتم یا أهل السّفینة هجرتان» قالت: فلقد رأیت أبا موسى وأصحاب السّفینة یأتونی أرسالًا یسألونی عن هذا الحدیث، ما من الدّنیا شیءٌ هم أفرح به ولا أعظم فی أنفسهم ممّا قال لهم رسول الله صلّى الله علیه وسلّم قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأیت أبا موسى وإنّه لیستعید منّی هذا الحدیث: " ولکم الهجرة مرّتین: هاجرتم إلى النّجاشیّ وهاجرتم إلیّ. (حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء، ٢/ ٧٤)

 

10. التحریف الثانی لحدیث أسماء

یقوم محمد صالح المنجد فی الدقیقة 2:40 من خطبته بحذف قول أسماء لعمر: «کذبتَ یا عمر» الوارد فی حدیث صحیح مسلم ویقول: «فغضبتوقالت کلمة ترکتها الآنثم قالت: کلا والله ...» (دروس الشیخ محمد المنجد، ٩/٢٥٦ بترقیم الشاملة آلیا، ٢٨ ربیع الأول ١٤١٣ ه‍)

 

11. التحریف الثالث لحدیث أسماء

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِی عُمَرَ، نا سُفْیَانُ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی خَالِدٍ، عَنْ قَیْسِ بْنِ أَبِی حَازِمٍ، فَقَالَ عُمَرُ لِأَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَیْسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا: ‌سَبَقْنَاکُمْ ‌بِالْهِجْرَةِ. فَقَالَتْ: أَجَلْ وَاللَّهِ لَقَدْ سَبَقْتُمُونَا بِالْهِجْرَةِ وَکُنَّا عِنْدَ الْحُفَاةِ الْعُرَاةِ وَکُنْتُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُعَلِّمُ جَاهِلَکُمْ وَیُفَقِّهُ عَالِمَکُمْ وَیَأْمُرُکُمْ بِمَعَالِی الْأَخْلَاقِ (الآحاد والمثانی لابن أبی عاصم، ٥/ ٤٥٥؛ المعجم الکبیر للطبرانی، ٢٤/ ١٥٣)

قارن هذا النص بروایة أخرى للقصة، وتأمّل کیف حُذِف صدر الحکایة وذیلها، وتغیّرت ألفاظها، فاستُبدلت کلمة «کلا» بـ«أجل»، لتُصوَّر منقصة عمر فی صورة فضیلة له، وتُقلبَ مخالفة أسماء له إلى اعتراف بفضله:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَرَّادٍ الْأَشْعَرِیُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِی بُرَیْدٌ، عَنْ أَبِی بُرْدَةَ، عَنْ أَبِی مُوسَى، قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ بِالْیَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِینَ إِلَیْهِ، أَنَا وَأَخَوَانِ لِی، أَنَا أَصْغَرُهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ - إِمَّا قَالَ بِضْعًا وَإِمَّا قَالَ: ثَلَاثَةً وَخَمْسِینَ أَوِ اثْنَیْنِ وَخَمْسِینَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِی - قَالَ فَرَکِبْنَا سَفِینَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِینَتُنَا إِلَى النَّجَاشِیِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَأَصْحَابَهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنَا هَاهُنَا، وَأَمَرَنَا بِالْإِقَامَةِ فَأَقِیمُوا مَعَنَا، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِیعًا، قَالَ: فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ حِینَ افْتَتَحَ خَیْبَرَ، فَأَسْهَمَ لَنَا، أَوْ قَالَ أَعْطَانَا مِنْهَا، وَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَیْبَرَ مِنْهَا شَیْئًا، إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلَّا لِأَصْحَابِ سَفِینَتِنَا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ، قَالَ فَکَانَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ یَقُولُونَ لَنَا - یَعْنِی لِأَهْلِ السَّفِینَةِ -: نَحْنُ سَبَقْنَاکُمْ بِالْهِجْرَةِ قَالَ فَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ، وَهِیَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَةً، وَقَدْ کَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِیِّ فِیمَنْ هَاجَرَ إِلَیْهِ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ، وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِینَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِیَّةُ هَذِهِ؟ الْبَحْرِیَّةُ هَذِهِ؟ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ، فَقَالَ عُمَرُ: سَبَقْنَاکُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مِنْکُمْ، فَغَضِبَتْ، وَقَالَتْ کَلِمَةً: کَذَبْتَ یَا عُمَرُ کَلَّا، وَاللهِ کُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُطْعِمُ جَائِعَکُمْ، وَیَعِظُ جَاهِلَکُمْ، وَکُنَّا فِی دَارِ، أَوْ فِی أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ فِی الْحَبَشَةِ، وَذَلِکَ فِی اللهِ وَفِی رَسُولِهِ، وَایْمُ اللهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْکُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ کُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْکُرُ ذَلِکَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْأَلُهُ، وَوَاللهِ لَا أَکْذِبُ وَلَا أَزِیغُ وَلَا أَزِیدُ عَلَى ذَلِکَ، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ النَّبِیُّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: یَا نَبِیَّ اللهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: کَذَا وَکَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «لَیْسَ بِأَحَقَّ بِی مِنْکُمْ، وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَکُمْ أَنْتُمْ، أَهْلَ السَّفِینَةِ، هِجْرَتَانِ» قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَیْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِینَةِ یَأْتُونِی أَرْسَالًا، یَسْأَلُونِی عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ، مَا مِنَ الدُّنْیَا شَیْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِی أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَیْتُ أَبَا مُوسَى، وَإِنَّهُ لَیَسْتَعِیدُ هَذَا الْحَدِیثَ مِنِّی (صحیح مسلم، ٤/ ١٩٤٦)

 

12. لعن النبی صلى الله علیه وآله لعمرو بن العاص

«وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ سَعِیدِ بْنِ محمَّد الجَرْمی، عَنْ أَبِی تُمَیْلة، عَنْ أَبِی حَمْزَةَ - یعنی السَّکُونی، عن جَابِرٍ - یَعْنِی الجُعْفی -، عَنْ عَدِی بن ثابت، عن زِرِّ ابن حُبَیْش، عَنْ حُذَیفة، عَنِ النبیِّ (ص) أنه قال: إِنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَدْ هَجَانِی، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّی لَسْتُ بِشَاعِرٍ، اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُ بِعَدَدِ مَا هَجَانِی.

وحدَّثنا أَبِی وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حدَّثنا أَبُو نُعَیم؛ قَالَ: حدَّثنا عِیسَى بْنُ عبد الرحمن السُّلَمی، عَنْ عَدِی بْنِ ثَابِتٍ؛ قال: قال رسولُ الله، (ص) ، مُرسَلً.

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ أَبِی الْحُسَیْنِ أَبُو جعفر السِّمْنانی ؛ قال: نا أَبُو نُعَیم؛ قَالَ: حدَّثنا عِیسَى بن عبد الرحمن، عَن عَدِی بْن ثابت، عَن البَراء بِنَحْوِهِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: ثنا محمَّد بن المثنى ؛ قال: ثنا سَهْل بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب؛ قال: ثنا عیسى بن عبد الرحمن، عَن عَدِی بْن ثابت، عَن البَراء، عن النبیِّ (ص) بنحوه.

وسألتُ أَبِی عن حدیثِ سَهْل بْنِ حمَّاد، عَنْ عِیسَى بْنِ عبد الرحمن، عَنْ عَدِی، عَنِ البَرَاء، عَنِ النبیِّ (ص).
فَقَالَ أَبِی: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا یَرْوِیهِ عَنْ عَدِی، عَنِ النبیِّ (ص) ، مُرسَلاً بلا براء» (علل الحدیث لابن أبی حاتم، ٦/ ٣١٥-٣١٦)
وسألتُ أَبِی عَنْ حدیثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب، عَنْ عیسى بن عبد الرحمن السُّلَمی؛ قَالَ: حدَّثنی عَدِی بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء، عَنِ النبیِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، إِنَّ فُلَانًا هَجَانِی وهُوَ یَعْلَمُ أَنِّی لَسْتُ بِشَاعِرٍ فَأَهْجُوَهُ، فَالْعَنْهُ عَدَدَ مَا هَجَانِی؟ قَالَ أَبِی: هَذَا حدیثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا یَرْوونه عَنْ عَدیٍّ، عَنِ النبیِّ (ص) مُرسَلاً، بلا «بَرَاء» (علل الحدیث لابن أبی حاتم، ٦/ ٢٤)

جاء الحدیث بصیغة مبهمة فی الموضعین من کتاب "العلل"، غیر أنّنا إذا رجعنا إلى کتاب "غریب الحدیث" لابن قتیبة، وجدنا أنه صرّح باسم الرجل الذی أُرید إخفاؤه:

«وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد فِی حَدِیث النَّبِی صلى الله عَلَیْهِ وَسلم أَنه قَالَ اللَّهُمَّ إِن عَمْرو بن ‌الْعَاصِ ‌هجانی وَهُوَ یعلم أَنِّی لست بشاعر فاهجه اللَّهُمَّ والعنه عدد مَا هجانی أَو مَکَان مَا هجانی.

حَدَّثَنِیهِ أَبُو الْخطاب زِیَاد بن یحیى بن حسان ثناه أَبُو عتاب عَن عِیسَى بن عبد الرحمن السّلمِیّ حَدثنِی عدی بن ثَابت عَن الْبَراء بن عَازِب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم قَالَ ذَلِک ...» (غریب الحدیث لابن قتیبة، ۱/ ۲۸۷)

 

13. مباهلة بریر بن خضیر لیزید بن معقل

«قَالَ أَبُو مخنف: وَحَدَّثَنِی یُوسُف بن یَزِیدَ، عن عفیف بن زهیر بن أبی الأخنس- وَکَانَ قَدْ شهد مقتل الْحُسَیْن- قَالَ: وخرج یَزِید بن معقل من بنی عمیرة بن رَبِیعَة وَهُوَ حلیف لبنی سلیمة من عبد القیس، فقال: یا بریر ابن حضیر، کیف ترى اللَّه صنع بک! قَالَ: صنع اللَّه وَاللَّهِ بی خیرا وصنع اللَّه بک شرا، قَالَ: کذبت، وقبل الْیَوْم مَا کنت کذابا، هل تذکر وأنا أماشیک فِی بنی لوذان وأنت تقول: إن عُثْمَان بن عَفَّانَ کَانَ عَلَى نفسه مسرفا، وإن مُعَاوِیَة بن أَبِی سُفْیَانَ ضال مضل، وإن إمام الهدى والحق عَلِیّ بن أبی طالب؟ فَقَالَ لَهُ بریر: أشهد أن هَذَا رأیی وقولی، فَقَالَ لَهُ یَزِید بن معقل: فإنی أشهد أنک من الضالین، فَقَالَ لَهُ بریر بن حضیر: هل لک فلا باهلک، ولندع اللَّه أن یلعن الکاذب وأن یقتل المبطل، ثُمَّ اخرج فلأبارزک، قَالَ: فخرجا فرفعا أیدیهما إِلَى اللَّهِ یدعوانه أن یلعن الکاذب، وأن یقتل المحق المبطل، ثُمَّ برز کل واحد منهما لصاحبه، فاختلفا ضربتین، فضرب یَزِید بن معقل بریر بن حضیر ضربة خفیفة لم تضره شَیْئًا، وضربه بریر بن حضیر ضربة قدت المغفر، وبلغت الدماغ، فخر کأنما هوى من حالق، وان سیف ابن حضیر لثابت فِی رأسه ...» (تاریخ الطبری، ۵/ ۴۳۱-۴۳۲)

إن هذا الخبر ـ کما ترى ـ یدلّ صراحةً على عداوة بریر بن خُضیر الشهید فی کربلاء لعثمان ومعاویة، وعلى ولائه الخالص لأمیر المؤمنین علی بن أبی طالب. کما یدلّ على أنه أثبت صحة معتقده من خلال مباهلته لیزید بن معقل، وهو رجل عثمانی. وأما ابن الأثیر، فعندما نقل هذا الخبر، حذف کل ما یتعلّق برأی بریر فی معاویة وعثمان، ومع أنه أورد جواب یزید بن معقل، إلا أنه أسقط کلام بریر!

«وَنَشِبَ الْقِتَالُ وَخَرَجَ یَزِیدُ بْنُ مَعْقِلٍ حَلِیفُ عَبْدِ الْقَیْسِ فَقَالَ: یَا بُرَیْرُ بْنُ خُضَیْرٍ کَیْفَ تَرَى اللَّهَ صَنَعَ بِکَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ صَنَعَ بِی خَیْرًا وَصَنَعَ بِکَ شَرًّا. فَقَالَ: کَذَبْتَ، وَقَبْلَ الْیَوْمِ مَا کُنْتَ کَذَّابًا، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّکَ مِنَ الضَّالِّینَ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ خُضَیْرٍ: هَلْ لَکَ أَنْ أُبَاهِلَکَ، أَنْ یَلْعَنَ اللَّهُ الْکَاذِبَ وَیَقْتُلَ الْمُبْطِلَ، ثُمَّ أَخْرُجَ أُبَارِزَکَ! فَخَرَجَا فَتَبَاهَلَا أَنْ یَلْعَنَ اللَّهُ الْکَاذِبَ وَیَقْتُلَ الْمُحِقُّ الْمُبْطِلَ ثُمَّ تَبَارَزُوا فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَیْنِ فَضَرَبَ یَزِیدُ بْنُ مَعْقِلٍ بُرَیْرَ بْنَ خُضَیْرٍ فَلَمْ یَضُرَّهُ شَیْئًا وَضَرَبَهُ ابْنُ خُضَیْرٍ ضَرْبَةً قَدَّتِ الْمِغْفَرَ وَبَلَغْتِ الدِّمَاغَ فَسَقَطَ وَالسَّیْفُ فِی رَأْسِهِ ...» (الکامل فی التاریخ، ٣/ ١٧٣)

 

14. کلام نافع بن هلال بمزاحم بن حریث

وإلیک مثالًا آخر على محاولة ابن الأثیر حذف کل ما یتعلّق بعداوة أصحاب الإمام الحسین علیه السلام لعثمان بن عفّان:
وَقَاتَلَ نَافِعُ بْنُ هِلَالٍ مَعَ الْحُسَیْنِ أَیْضًا فَبَرَزَ إِلَیْهِ مُزَاحِمُ بْنُ حُرَیْثٍ فَقَتَلَهُ نَافِعٌ. فَصَاحَ عَمْرُو بْنُ الْحَجَّاجِ بِالنَّاسِ: أَتَدْرُونَ مَنْ تُقَاتِلُونَ؟ فُرْسَانُ الْمِصْرِ، قَوْمًا مُسْتَمِیتِینَ، لَا یَبْرُزُ إِلَیْهِمْ مِنْکُمْ أَحَدٌ فَإِنَّهُمْ قَلِیلٌ وَقَلَّ مَا یَبْقَوْنَ، وَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَرْمُوهُمْ إِلَّا بِالْحِجَارَةِ لَقَتَلْتُمُوهُمْ  ... (الکامل فی التاریخ، ٣/ ١٧٤)

وأصل الروایة على النحو التالی:

قال هشام بن مُحَمَّد، عن أبی مخنف، قَالَ: حَدَّثَنِی یَحْیَى بْنُ هانئ بن عروة، أن نافع بن هلال کَانَ یقاتل یَوْمَئِذٍ وَهُوَ یقول: أنا الْجَمَلِیّ، أنا عَلَى دین علی. قَالَ: فخرج إِلَیْهِ رجل یقال لَهُ ‌مزاحم ‌بن ‌حریث، فَقَالَ: أنا عَلَى دین عُثْمَان، فَقَالَ لَهُ: أنت عَلَى دین شیطان، ثم حمل علیه فقتله، فصاح عمرو ابن الحجاج بِالنَّاسِ: یَا حمقى، أتدرون من تقاتلون! فرسان المصر، قوما مستمیتین، لا یبرزن لَهُمْ منکم احد، فإنهم قلیل، وقلما یبقون، وَاللَّهِ لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم ... (تاریخ الطبری، ٥/ ٤٣٥)

فقد حذف ابن الأثیر محاورة نافع ومزاحم لاحتوائها على ما یشین عثمان، کما أنه لم یذکر محاورة زهیر بن القین وعزرة بن قیس، وغیرها من الوقائع فی مقتل الحسین (ع) على غرار هذا.

 

15. سبّ قیس بن علقمة لأمیر المؤمنین علی علیه السلام

أخبرناه أبو المعالی الفارسی أنا أبو بکر البیهقی أنا أبو الحسین علی بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ح وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الدهستانی أنا أبو بکر أحمد بن علی بن عبد الله أنا الحاکم أبو عبد الله محمد بن عبد الله أنا أبو عمرو بن یزید السماک ببغداد قالا نا عبد الرحمن بن محمد بن منصور نا یحیى بن سعید عن صدقة بن المثنى حدثنی زاد الفارسی جدی وقالا ریاح بن الحارث أن المغیرة ابن شعبة کان فی المسجد الأکبر وعنده أهل الکوفة عن یمینه وعن یساره فجاء رجل یدعى سعید بن زید فحیاه المغیرة وأجلسه عند رجلیه على السریر فجاءه رجل من أهل الکوفة فاستقبله المغیرة فسب وسب فقال من یسب هذا یا مغیرة قال یسب فلان بن فلان فقال یا مغیر بن شعب ألا تسمع أصحاب رسول الله (صلى الله علیه وسلم) یسبون عندک فلا تنکر ولا تغیر فأنا أشهد على رسول الله (صلى الله علیه وسلم) بما سمعته أذنان ووعاه قلبی من رسول الله (صلى الله علیه وسلم) فإنی لم أکن لأروی عنه کذبا یسألنی وقال الدهستانی فیسألنی عنه إذا لقیته أنه قال أبو بکر فی الجنة وعمر فی الجنة وعثمان فی الجنة وعلی فی الجنة وطلحة فی الجنة والزبیر فی الجنة وعبد الرحمن بن عوف فی الجنة وسعد بن مالک فی الجنة وتاسع المؤمنین لو شئت أن أسمیه سمیته وفی حدیث الفارسی لسمیته قال فرج أهل المسجد یناشدونه یا صاحب رسول الله (صلى الله علیه وسلم) من التاسع قال ناشدتمونی بالله والله عظیم أنا تاسع المؤمنین ورسول الله (صلى الله علیه وسلم) العاشر ثم أتبع ذلک یمینا والله لمشهد شهده رجل مع رسول الله (صلى الله علیه وسلم) وزاد الدهستانی اغبر فیه وجهه مع رسول الله (صلى الله علیه وسلم) وقالا أفضل من عمل أحدکم ولو وقال الدهستانی لو عمر عمر نوح وحدیثه أتم ... (تاریخ دمشق لابن عساکر، ٢١/ ٧٣)

إن الرجل المسبوب الذی حاول الرواة عن یحیى بن سعید، إخفاء اسمه هو أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام:
حَدَّثَنَا یَحْیَى بْنُ سَعِیدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِی رِیَاحُ بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ الْمُغِیرَةَ بْنَ شُعْبَةَ کَانَ فِی الْمَسْجِدِ الْأَکْبَرِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْکُوفَةِ عَنْ یَمِینِهِ، وَعَنْ یَسَارِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ یُدْعَى سَعِیدَ بْنَ زَیْدٍ، فَحَیَّاهُ الْمُغِیرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَیْهِ عَلَى السَّرِیرِ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ ‌الْمُغِیرَةَ، ‌فَسَبَّ ‌وَسَبَّ، فَقَالَ: مَنْ یَسُبُّ هَذَا یَا مُغِیرَةُ؟ قَالَ: یَسُبُّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ، قَالَ: یَا مُغِیرَ بْنَ شُعْبَ، یَا مُغِیرَ بْنَ شُعْبَ ثَلاثًا، أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُسَبُّونَ عِنْدَکَ؟ لَا تُنْکِرُ وَلا تُغَیِّرُ، فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا سَمِعَتِ أذُنَایَ وَوَعَاهُ قَلْبِی مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّی لَمْ أَکُنِ أرْوِی عَنْهُ کَذِبًا یَسْأَلُنِی عَنْهُ إِذَا لَقِیتُهُ، أَنَّهُ قَالَ: " أَبُو بَکْرٍ فِی الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِی الْجَنَّةِ، وَعَلِیٌّ فِی الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِی الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِی الْجَنَّةِ، وَالزُّبَیْرُ فِی الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِی الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِکٍ فِی الْجَنَّةِ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْجَنَّةِ " لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّیَهُ لَسَمَّیْتُهُ، قَالَ: فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ یُنَاشِدُونَهُ یَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ مَنِ التَّاسِعُ؟ قَالَ: نَاشَدْتُمُونِی بِاللهِ، وَاللهِ عَظِیمِ أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِینَ (مسند أحمد ط الرسالة، ۳/ ۱٧٤)

ونظیرُ ذلک ما وقع فی الروایة التی نقلها ابنُ الجوزی، غیرَ أنَّه هو نفسه رفع الإبهام:

الحَدِیث السَّابِع وَالْعشْرُونَ روى رباج بن الْحَارِث أَن الْمُغیرَة بن شُعْبَة کَانَ فِی الْمَسْجِد الْأَکْبَر وَعِنْده أهل الْکُوفَة عَن یَمِینه ویساره فجَاء رجل یدعى سعید بن زید فحیاه الْمُغیرَة وَأَجْلسهُ عِنْد رجلَیْهِ على السریر فجَاء رجل من أهل الْکُوفَة فَاسْتقْبل ‌الْمُغیرَة ‌فسب ‌وَسَب فَقَالَ من یسب هَذَا یَا مُغیرَة بن شُعْبَة قَالَ یسب فلَانا قَالَ یَا مُغیرَة بن شُعْبَة إِنِّی أسمع أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم یسبون عنْدک وَلَا تنکر وَلَا تغیر فَأَنا أشهد على رَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم بِمَا سمعته أذنای ووعاه قلبِی من رَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم فَإِنِّی لم أکن لأروی عَنهُ کذبا یسألنی عَنهُ إِذا لَقیته أَنه قَالَ أَبُو بکر فِی الْجنَّة وَعمر فِی الْجنَّة وَعُثْمَان فِی الْجنَّة وَعلی فِی الْجنَّة وَطَلْحَة فِی الْجنَّة وَالزُّبَیْر فِی الْجنَّة وَعبد الرَّحْمَن فِی الْجنَّة وَسعد فِی الْجنَّة وتاسع الْمُسلمین لَو شِئْت أَن أُسَمِّیهِ سمیته قَالَ فرج أهل الْمَسْجِد یناشدونه یَا صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم من التَّاسِع فَقَالَ ناشدتمونی بِاللَّه وَالله الْعَظِیم أَنا تَاسِع الْمُؤمنِینَ وَرَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم الْعَاشِر ثمَّ أتبع ذَلِک یَمِینا لمشهد شهده رجل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم أغبر فِیهِ وَجهه أفضل من عمل أحدکُم وَلَو عمر عمر نوح اسْم الساب الشقی قیس بن عَلْقَمَة والمسبوب أَمِیر الْمُؤمنِینَ عَلیّ بن أبی طَالب رَضِی الله عنه (تلقیح فهوم أهل الأثر، ص٥١٠)

 

16. التحریف الثانی لروایة سب قیس بن علقمة لأمیر المؤمنین علیه السلام

وقد عمد بعضُ الرواة إلى حذف الجملةِ التی تُصرّحُ بسبِّ أمیر المؤمنین علیٍّ (علیه السلام) فی الحدیث السابق، کما یظهر فی المصادر التالیة:

... فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ ‌الْمُغِیرَةَ ‌فَسَبَّ ‌وَسَبَّ، فَقَالَ: مَنْ یَسُبُّ هَذَا یَا مُغِیرُ بْنُ شُعْبَ؟ ثَلَاثًا، أَلَا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُسَبُّونَ عِنْدَکَ وَ... (فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، ت عباس، ١/ ٢٠٤)
... فجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ، فَاسْتَقْبَلَ ‌الْمُغِیرَةَ، ‌فَسَبَّ ‌وَسَبَّ، فَقَالَ: یَا مُغِیرَةُ أَلَا تَسْمَعُ؟ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ، یُسَبُّونَ عِنْدَکَ (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماع، ٨/ ١٤٩٥)
... فجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ ‌الْمُغِیرَةُ ‌فَسَبَّ ‌وَسَبَّ فَقَالَ: مَنْ یَسُبُّ هَذَا یَا مُغِیرَةُ بْنَ شُعْبَةَ؟ أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّم َ - یُسَبُّونَ عِنْدَکَ ... (الأسماء المبهمة فی الأنباء المحکمة، ٧/ ٤٨٩)
... فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ یُدْعَى قَیْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ فَاسْتَقَبَلَ الْمُغِیرَةَ فَسَبَّ وَسَبَّ: فَقَالَ سَعِیدٌ: مَنْ هَذَا الَّذِی یَسُبُّ یَا مُغِیرَةُ بْنَ شُعْبَةَ؟ أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّم َ - یُسَبُّونَ عِنْدَکَ ...(الأسماء المبهمة فی الأنباء المحکمة، ٧/ ٤٩٠)

... فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ، فَاسْتَقْبَلَ ‌الْمُغِیرَةَ ‌فَسَبَّ ‌وَسَبَّ، فَقَاَل: مَنْ یَسُبُّ هَذَا یَا مُغِیرَةُ بْنَ شُعْبَةَ؟ أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُسَبُّونَ عِنْدَکَ ...(الأربعون لأبی سعد النیسابوری، ص١٧ بترقیم الشاملة)

وأصل الحدیث کما تقدّم هو على النحو الآتی:

... فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ ‌الْمُغِیرَةَ، ‌فَسَبَّ ‌وَسَبَّ، فَقَالَ: مَنْ یَسُبُّ هَذَا یَا مُغِیرَةُ؟ قَالَ: یَسُبُّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ، قَالَ: یَا مُغِیرَ بْنَ شُعْبَ، یَا مُغِیرَ بْنَ شُعْبَ ثَلاثًا، أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ یُسَبُّونَ عِنْدَکَ؟ ... (مسند أحمد ط الرسالة، ۳/ ۱٧٤)

 

17. إخفاء اسم الصحابی الذی آذى عماراً فی سیرة ابن هشام

قَالَ: فَدَخَلَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ، وَقَدْ أَثْقَلُوهُ باللَّبِن، فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَتَلُونِی؟ یَحْمِلُونَ عَلَیَّ مَا لَا یَحْمِلُونَ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِیِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ- ینفُض وَفْرَته بِیَدِهِ: وَکَانَ رَجُلًا جَعْدًا، وَهُوَ یَقُولُ: "وَیْحَ ابْنَ سُمَیة لَیْسُوا بِاَلَّذِینَ یَقْتُلُونَکَ. إنَّمَا تقتلک الفئةُ الباغیة". وَارْتَجَزَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَوْمئِذٍ:

لَا یَسْتَوِی مَنْ یُعمرُ الْمَسَاجِدَا یدأبُ فیه قائمًا وقاعدَا

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: سَأَلْتُ غَیْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ، عَنْ هَذَا الرَّجَزِ، فَقَالُوا: بَلَغَنَا أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ ارْتَجَزَ بِهِ، فَلَا یُدْرَى: أَهُوَ قَائِلُهُ أَمْ غَیْرُهُ؟. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ، ‌فَجَعَلَ ‌یَرْتَجِزُ ‌بِهَا.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: فَلَمَّا أَکْثَرَ، ظَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ إنَّمَا یعرِّض بِهِ، فِیمَا حَدَّثَنَا زِیَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البکَّائی، عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ، وَقَدْ سَمَّى ابنُ إسحاق الرجلَ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَقَالَ قَدْ سمعتُ مَا تقول منذ الیوم یابنَ سُمَیَّةَ، وَاَللَّهِ إنِّی لَأُرَانِی سَأَعْرِضُ هَذِهِ الْعَصَا لِأَنْفِکَ. قَالَ: وَفِی یَدِهِ عَصًا. قَالَ: فَغَضِبَ رسول الله -صلى الله علیه وسلم- ثم قَالَ: مَا لَهُمْ وَلِعَمَّارٍ، یَدْعُوهُمْ إلَى الْجَنَّةِ، وَیَدْعُونَهُ إلَى النَّارِ، إنَّ عَمَّارًا جِلْدَة مَا بَیْنَ عینیَّ وَأَنْفِی، فَإِذَا بَلَغَ ذَلِکَ مِنْ الرجل فلم یُستبق فاجتنبوه (سیرة ابن هشام ت، طه عبد الرؤوف سعد، ٢/ ١٠٢-١٠٣)

تعمّد ابن هشام إخفاء اسم الصحابی الذی آذى عمارًا وهدّده، وقد أشار إلى ذلک محقّق الکتاب، طه عبد الرؤوف سعد، وسار على نهجه حیث قال:

«وإنما لم یسمه ابن هشام لئلا یذکر بسوء أحد الصحابة ولا نسمیه نحن أیضًا فقد اختلفوا فی اسمه على أقوال کثیرة، ولیس فی تسمیة فائدة» (سیرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد، ٢/ ١٠٢)
واتبع أبو القاسم السهیلی (ت ٥٨١ ه‍) ابن هشام فی اخفاء اسم الرجل، حیث قال:

«قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَقَدْ ‌سَمّى ‌ابْنُ ‌إسْحَاقَ ‌الرّجُلَ وَکَرِهَ ابْنُ هِشَامٍ أَنّ یُسَمّیَهُ کَیْ لَا یُذْکَرَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - بِمَکْرُوهِ فَلَا یَنْبَغِی إِذا الْبَحْثُ عَلَى اسْمِهِ» (الروض الأنف ت السلامی، ٤/ ١٦٠)
فأما الرجل الذی أرادوا الستر علیه فمن هو؟ الجواب عند أبی ذر الخشنی (ت ٦٠٤ هـ) إذ قال:
«یقال هذا الرجل هو عثمان بن عفان رضی الله عنه» (الإملاء المختصر فی شرح غریب السیر، ص١٣٥)

وورد التصریح باسم عثمان بن عفان فی العقد الفرید (٥/ ٩٠) والمجموع اللفیف (ص٣٥٩) ووفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (١ /٢٥٤) وتاریخ الخمیس فی أحوال أنفس النفیس (۱/ ۳۴۵) ورجال الکشی (ص۳۱) وغیرها.

 

18. المحاولة الثانیة لإخفاء اسم الصحابی الذی آذى عماراً

أسقط تقی الدین المقریزی (٧٦٦-٨٤٥ هـ) الجزء الجوهری من الروایة السابقة، تجنبًا لذکر عثمان بن عفان بما یشینه:

«وارتجز علیّ بن أبى طالب رضى اللَّه تبارک وتعالى عنه یومئذ: لا یستوی من یعمر المساجدا / یدأب فیها قائما وقاعدا / ومن بریء عن العباد مکائدا. فأخذهما عمار وجعل یرتجزهما. قال ابن إسحاق: وأقام رسول اللَّه صلى اللَّه علیه وسلّم فی بیت أبى أیوب حتى بنى له مسجده ومساکنه، ثم انتقل إلى مساکنه من بیت أبى أیوب.» (إمتاع الأسماع، ۱۰/ ٨٦-۸۷)

والروایة -کما تلاحظ- وردت ناقصة ومبتورة، ولا تحمل دلالة واضحة، وأصلها الکامل، کما ورد فی سیرة ابن هشام، هو کما یلی:

«وَارْتَجَزَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَوْمئِذٍ: لَا یَسْتَوِی مَنْ یُعمرُ الْمَسَاجِدَا / یدأبُ فیه قائمًا وقاعدَا. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: سَأَلْتُ غَیْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ، عَنْ هَذَا الرَّجَزِ، فَقَالُوا: بَلَغَنَا أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ ارْتَجَزَ بِهِ، فَلَا یُدْرَى: أَهُوَ قَائِلُهُ أَمْ غَیْرُهُ؟قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ، فَجَعَلَ یَرْتَجِزُ بِهَا. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: فَلَمَّا أَکْثَرَ، ظَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ إنَّمَا یعرِّض بِهِ، فِیمَا حَدَّثَنَا زِیَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البکَّائی، عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ، وَقَدْ سَمَّى ابنُ إسحاق الرجلَ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَقَالَ قَدْ سمعتُ مَا تقول منذ الیوم یابنَ سُمَیَّةَ، وَاَللَّهِ إنِّی لَأُرَانِی سَأَعْرِضُ هَذِهِ الْعَصَا لِأَنْفِکَ. قَالَ: وَفِی یَدِهِ عَصًا. قَالَ: فَغَضِبَ رسول الله -صلى الله علیه وسلم- ثم قَالَ: مَا لَهُمْ وَلِعَمَّارٍ، یَدْعُوهُمْ إلَى الْجَنَّةِ، وَیَدْعُونَهُ إلَى النَّارِ، إنَّ عَمَّارًا جِلْدَة مَا بَیْنَ عینیَّ وَأَنْفِی، فَإِذَا بَلَغَ ذَلِکَ مِنْ الرجل فلم یُستبق فاجتنبوه. قال ابن هشام: وذکر سفیان بن عیینة عَنْ زَکَرِیَّا، عَنْ الشَّعْبِیِّ، قَالَ: إنَّ أَوَّلَ من بنی مسجدًا عمار بن یاسر. [الرسول ینزل فی بیت أبی أیوب] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ- فِی بَیْتِ أَبِی أَیُّوبَ، حَتَّى بُنِیَ لَهُ مَسْجِدُهُ ومساکنُه، ثُمَّ انْتَقَلَ إلَى مَسَاکِنِهِ مِنْ بَیْتِ أَبِی أَیُّوبَ رَحْمَةُ الله علیه ورضوانه» (سیرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد، ٢/ ١٠٢-١٠٣)

 

19. المحاولة الثالثة لتحریف اسم الصحابی الذی آذى عماراً

ومن أقبح صور التحریف ما فعله بعض المتأخرین، إذ بدّلوا اسم عثمان بن عفّان فی الحکایة السابقة، وجعلوه عثمان بن مظعون، الصحابی الجلیل الزاهد المظلوم، فقالوا:

«وکان عثمان بن مظعون رجلا متنطّعا وکان یحمل اللبنة فیجافی بها ثوبه، فإذا وضعها نفض کمه ونظر إلى ثوبه، فإن أصابه شیء من التراب نفضه، فنظر إلیه علی بن أبی طالب رضی الله عنه فأنشد ...» (سبل الهدى والرشاد فی سیرة خیر العباد، ٣/ ٣٣٦)

وقد تسرّب هذا التحریف إلى عدد من المصادر المتأخرة، مثل: السیرة الحلبیة، ٢/ ٩٨؛ سمط النجوم العوالی، ۱/ ٣٦٥؛ نهایة الإیجاز فی سیرة ساکن الحجاز ۱/ ۱۹۷ وغیرها.

بینما ورد النص نفسه فی المصادر المتقدّمة باسم عثمان بن عفّان:

«وکان عثمان بن عفان رجلا نظیفا متنظفا، فکان یحمل اللبنة ویجافی بها عن ثوبه، فإذا وضعها نفض کفیه ونظر إلى ثوبه، فإذا أصابه شیء من التراب نفضه؛ فنظر إلیه علیّ رضی الله عنه فأنشده  ...» (العقد الفرید، ۵/ ۹۰)
ومعلوم أن هذه الحکایة لا تلیق بعثمان بن مظعون، الزاهد العابد، بل هی ألیق بعثمان بن عفّان، الغنی المُترَف.

 

20. مخالفة أمیر المؤمنین علی علیه السلام لعثمان بن عفان

من الروایات التی تدلّ بوضوح على وجود خلاف بین أمیر المؤمنین علی علیه السلام وعثمان بن عفّان، الحدیث الآتی:

٣٧٦٨٥ - غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَکْوَانَ أَبَا صَالِحٍ، یُحَدِّثُ عَنْ صُهَیْبٍ، مَوْلَى الْعَبَّاسِ قَالَ: أَرْسَلَنِی الْعَبَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ أَدْعُوهُ ، قَالَ: فَأَتَیْتُهُ فَإِذَا هُوَ یُغَدِّی النَّاسَ ، فَدَعَوْتُهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَفْلَحَ الْوَجْهُ أَبَا الْفَضْلِ ، قَالَ: وَوَجْهُکَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ، قَالَ: مَا زِدْتُ أَنْ أَتَانِی رَسُولُکَ وَأَنَا أَغُدِّی النَّاسَ فَغَدَّیْتُهُمْ ثُمَّ أَقْبَلْتُ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أُذَکِّرُکَ اللَّهَ فِی عَلِیٍّ ، فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّکَ وَأَخُوکَ فِی دِینِکَ وَصَاحِبُکَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَصِهْرُکَ ، وَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِی أَنَّکَ تُرِیدُ أَنْ تَقُومَ بِعَلِیٍّ وَأَصْحَابِهِ فَاعْفِنِی مِنْ ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَنَا أَوْلَى مِنْ أَخِیکَ أَنْ قَدْ شَفَّعْتُکَ أَنَّ عَلِیًّا لَوْ شَاءَ مَا کَانَ أَحَدٌ دُونَهُ ، ‌وَلَکِنَّهُ ‌أَبَى ‌إِلَّا ‌رَأْیَهُ ، وَبَعَثَ إِلَى عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ: " أُذَکِّرُکَ اللَّهَ فِی ابْنِ عَمِّکَ وَابْنِ عَمَّتِکَ وَأَخِیکَ فِی دِینِکَ وَصَاحِبِکَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَوَلِیِّ بَیْعَتِکَ ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ أَمَرَنِی أَنْ أَخْرُجَ مِنْ دَارِی لَخَرَجْتُ ، فَأَمَّا أَنْ أُدَاهِنَ أَنْ لَا یُقَامَ کِتَابُ اللَّهِ فَلَمْ أَکُنْ لِأَفْعَلَ " ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُهُ مَا لَا أُحْصِی وَعَرَضْتُهُ عَلَیْهِ غَیْرَ مَرَّةٍ (‌‌مصنف ابن أبی شیبة، ٧/ ٥١٩)

لکنّ هذا الحدیث، کما ورد فی روایة البخاری فی "التاریخ الأوسط" عن مشایخه، لم یختصر فحسب، بل قُطِّعَ تقطیعًا مخلًّا؛ حیث حُذف منه المَقطَع الجوهری؛ أعنی الاستدراک الواقع فی کلام کلٍّ من علیٍّ علیه السلام وعثمان. ومن خلال هذا الحذف یظهر الخلاف کأنّه وفاق:

٢٧١ - حَدثنَا عَلیّ ثَنَا خَالِد بن الْحَارِث ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ ذَکْوَانَ سَمِعت سهلا مَوْلَى الْعَبَّاسِ یَقُولُ أَرْسَلَنِی الْعَبَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ أَدْعُوهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ أَفْلَحَ الْوَجْهُ أَبَا الْفَضْلِ قَالَ وَوَجْهُکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ عَلِیُّ بن عَمِّکَ وَابْنُ عَمَّتِکَ وَصِهْرُکَ وَأَخُوکَ فِی دِینِکَ وَصَاحِبُکَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ وَبَلَغَنِی أَنَّکَ تُرِیدُ أَنْ تَقُومَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ فَقَالَ لَوْ شَاءَ عَلِیٌّ مَا کَانَ دُونَهُ أَحَدٌ ثُمَّ أَرْسَلَنِی إِلَى عَلِیٍّ فَقَالَ إِن عُثْمَان بن عَمِّکَ وَابْنُ عَمَّتِکَ وَأَخُوکَ فِی دِینِکَ وَصَاحِبُکَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ‌وَوَلِیُّ ‌بَیْعَتِکَ قَالَ لَوْ أَمَرْتَنِی أَنْ أَخْرُجَ مِنْ دَارِی لَفَعَلْتُ. (التاریخ الأوسط، ١ /٧٠)

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است
ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی